ازمة الريال مدريد تنتظر عودة فلورنتينوبيريز!!!!

رغم تصدره ترتيب الدوري الاسباني لكرة القدم "ليغا" بفارق أربع نقاط عن برشلونة، وهو الذي يحمل لقب الموسم الماضي، يعيش ريال مدريد أزمة مؤسساتية ورياضية عميقة منذ العام 2003، لن ينتشله منها سوى حصول تغيير جذري في ادارته والمشرفين على جهازه الكروي.

يوم قدّم رئيس النادي رامون كالديرون برند شوستر مدرباً جديداً للفريق، خلفاً للايطالي فابيو كابيللو، على رغم أن الاخير استعاد بطولة الدوري بعد أربع سنوات من الانتظار، برر قراره هذا بأن ريال مدريد بحاجة إلى ما هو أكثر من الألقاب، إلى كرة القدم المتميزة التي تسحر الألباب، والتي تميّز بها النادي في اعوامه الـ 106. لكن بعد تسعة أشهر على وصول شوستر، يحوم حوله شبح المدرب الأسبق البرتغالي كارلوس كيروش الذي وبعد البداية الصاروخية التي حققها الفريق بقيادته في موسم 2003- 2004، انهار وفقد كل الألقاب التي كان ينافس عليها، عدا "السوبر كأس" الاسبانية مطلع الموسم، ما أدى الى اقالته.
على غرار كيروش، بدأ ريال مدريد الموسم بشكل مثالي، محققاً 47 نقطة في مرحلة الذهاب، مع 15 فوزاً في 19 مباراة. صحيح أن الفريق أدّى مباريات جيدة، وخصوصاً ضد برشلونة وفالنسيا وفياريال وأتلتيك بلباو خارج أرضه، الا انه وبصورة عامة لا يلعب كرة جميلة، بل أن بعض المباريات التي خاضها أمام فرق صغيرة كانت كارثية حقاً، أين منها تلك التي خاضها الفريق بقيادة كابيللو، وكانت تثير عاصفة من الانتقادات من المشجعين ووسائل الإعلام.
ومع بداية مرحلة الإياب، بدأ السقوط السريع للفريق، فخسر تسعاً من مبارياته الـ17 منذ مطلع العام الحالي، بينها خمس من 10 في الدوري. كذلك خرج الفريق من كأس الملك ومن دوري ابطال أوروبا. وأثار هذا الأمر هواجس قديمة حول النتائج السيئة التي حققتها الفرق التي دربها شوستر سابقاً، في الأشهر الأخيرة من الموسم.
وهنا لا مفر من المقارنة مع كابيللو، الذي خسر الفريق معه خمس مباريات فقط بين كانون الثاني وحزيران من العام 2007، قبل أن يحرز اللقب. وإذا كان التميز في الأداء غائباً، والخسائر تتوالى، فكيف لا يتحسّر البعض على المدرب الايطالي على رغم كل مساوئه؟
ولعل الأهم أن ريال مدريد افتقد بقيادة شوستر، الصفات التي أحياها كابيللو في اللاعبين، وقادتهم الى احراز اللقب الموسم الماضي، الا وهي الوحدة والثقة بالنفس والكبرياء والشجاعة، التي يقدّرها جمهور النادي قبل أي شيء آخر، وخصوصاً أنه قام منذ تأسيسه على فلسفة الانتصار، على رغم نزوعه التاريخي الى اللعب الجميل.
ومع توالي الهزائم، بدا واضحاً تخبّط شوستر، الذي لم يعد يسيطر على الوضع، كما أنه أخفق في التوصل الى التشكيلة المثالية، واتخذ بعض القرارات التكتيكية المثيرة للجدل في عدد من المباريات. لم يتحمل شوستر يوماً مسؤولية خسارة الفريق، وبحث دوماً عن أعذار واهية لتبرير الهزائم.
وفي ما قد يؤشر الى أن اللاعبين بدأوا يفقدون ثقتهم بالمدرب، قال ميشال سالغادو "إن المباريات المتبقية في الدوري ستُظهر حقاً ما إذا كان شوستر مدرباً مناسباً لريال مدريد. اعتقد أنه كذلك وسط حديث عن تباعد بين شوستر واللاعبين".
وأثار شوستر امتعاضاً شديداً، جراء "حربه المقدسة" ضد الصحافة والحكام. ولم يتردد يوماً في قطع مؤتمر صحافي بعد إحدى المباريات، كما أنه تساءل، بعد الخسارة أمام اشبيلية في الدوري قبل أشهر:"من أين هو الحكم؟ أهو كاتالوني؟ هذا يوضح كل شيء(...)".
وكانت صحيفة "ماركا" الرياضية الصادرة في مدريد، ذكرت أن كالديرون قال للمدير الرياضي بريدراغ مياتوفيتش خلال اجتماع أزمة، بعد نهاية المباراة مع فالنسيا الأحد الماضي، "إما أن يتبدل الأمر أو سننهار". وأبلغ مياتوفيتش الرسالة الى شوستر، وتم الاتفاق على التعاون لإنهاء الموسم بأفضل وسيلة ممكنة، ومن ثم اتخاذ قرارات جذرية، قد تفضي الى خروج المدرب من النادي.
ويتزايد عدد معارضي استمرار شوستر في منصبه، بين أعضاء مجلس إدارة النادي، بسبب طباعه الصعبة وسلسلة النتائج السيئة التي يحققها الفريق، معتبرين أن النادي كبير عليه. حتى أن غالبية أعضاء مجلس الإدارة باتوا يطالبون بفسخ عقده في نهاية الموسم، والتعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
الا ان التعاقد مع مورينيو، وهو مدرب كبير حقاً، يعني، في ما يعني، أن كالديرون يعترف بخطئه في إنهاء خدمات كابيللو، والعودة بالتالي الى مدرسة المدرب الايطالي، أي منح النتيجة الأولوية على حساب اللعب الجذاب، والتي كان كالديرون قد نبذها بعد التخلي عن كابيللو واستقدام شوستر. كما أن هذا الأسلوب لا يروق لمشجعي النادي. وقد يشكل المدرب الايطالي مارتشيللو ليبي بديلاً مناسباً لشوستر، أكثر من مورينيو الذي لا يقلّ إثارة للجدل عن المدرب الالماني.
وبعد الخسارات المتلاحقة وخروج الفريق من الدور الثاني لدوري ابطال أوروبا للمرة الرابعة على التوالي، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، تبخرت عنجهية إدارة النادي، التي كانت لا تنفك تتحدث عن إحراز الألقاب الثلاثة: الدوري وكأس الملك ودوري الأبطال. بل أن مياتوفيتش تذكّر أن الفريق يحتاج الى سنتين قبل أن يحرز دوري الأبطال، رافضاً اعتبار السقوط أمام روما الإيطالي فشلاً.
ويدرك شوستر أنه لن يبقى ما لم يحرز لقب الدوري، غير أن البعض يرجح أن يترك النادي، بقرار شخصي منه، حتى ولو أنجز المهمة المطلوبة منه، على رغم أن عقده ينتهي سنة 2010. وكتب انريكه أورتيغو في صحيفة "أ ب ث" ان المدرب الألماني "ليس سعيداً في ريال مدريد، على رغم أن ثمة في النادي من يؤكد العكس".
والواقع أن شوستر لا يشعر بالارتياح في النادي، ولا يعجبه الخطاب الإنتصاري الشعبوي لكالديرون، الذي تحدث عن "فريق لا يُقهر ويثير الرعب لدى الفرق الأخرى"، على رغم أنه لم يحقق شيئاً بعد هذا الموسم.
واستاء شوستر من مهزلة العقود مدى الحياة التي قدمها كالديرون للكابتن راوول غونزاليس والحارس ايكر كاسياس وخوسيه ماريا غوتييريز "غوتي" منتصف الموسم، والتسريبات لوسائل الاعلام حول أسماء لاعبين يفكر النادي في التعاقد معهم. كما أن علاقته باردة مع مياتوفيتش، ولا يروق له التضارب في الصلاحيات بين الأخير والسكرتير الرياضي ميغل أنخل بورتوغال.
واكتشف شوستر مبكراً أن الأمور لا تسير كما يشتهي. وكان المدرب الالماني قد قال، في أيلول الماضي، في مقابلة أجراها معه "القيصر" الالماني فرانتس بكنباور لصالح شبكة تلفزيونية المانية، "يتعيّن عليّ أن أرى ما اذا كان هذا في مدريد (أي تدريب الفريق) هو ما أرغب في أن أقوم به على المدى الطويل. يجب أن ندع هذا الموسم ينتهي. حول ما سيأتي لاحقا، لست واثقاً تماماً. الأمر ليس كما كان حين كنت لاعباً (في ريال مدريد). لا تتوافر معلومات، وإنما آراء (...) يجب أن أرى ما إذا ذلك هو ما أرغب القيام به مستقبلاً".
وإزاء الحديث عن الاتصال بمورينيو ليخلفه في تدريب ريال مدريد، كان شوستر واضحاً "الأمر الأكثر أهمية ليس تقويم الأمور الآن، وإنما في نهاية الموسم (...) عليّ أنا أيضاً اجراء تقويم في نهاية الموسم حول ما قدمه النادي لي".
وكشف رئيس نادي غيتافي أنخل توريس، وهو عضو في ريال مدريد ويرشحه البعض لترؤس النادي مستقبلاً، أن شوستر، الذي درّب هذا النادي في الموسمين الماضيين، أسرّ له أن إحراز اللقب بالتشكيلة الحالية للفريق يشكل بطولة حقيقية.
ويطالب شوستر، الذي نأى بنفسه عن الصفقات الفاشلة التي حققها النادي هذا الموسم، بتعزيز صفوف الفريق في الموسم المقبل، ليتمكن من المنافسة على لقب دوري الأبطال، المسابقة التي صنعت مجد ريال مدريد وعظمته. وقال لكالديرون ومياتوفيتش حرفياً:"إذا أردنا أن ننافس على دوري الأبطال، فعلينا أن نضم لاعبين كباراً، وإلا يتعين إبلاغ المشجعين بصراحة محدودية ما يمكن أن يحققه الفريق".
وسعى شوستر، حتى اليوم الاخير قبل إقفال باب الانتقالات في 31 آب الماضي، إلى ضم الظهير الأيمن البرازيلي دانيال ألفيش من اشبيلية وصانع الألعاب البرازيلي دييغو من فيردر بريمن أو ساعد الدفاع الالماني ميكايل بالاك من تشيلسي، لكنه لم يجد آذاناً صاغية في النادي. وهو يأمل، للموسم المقبل، بضم ظهير قشاش (قد يكون أليكس من تشيلسي أو ايفيكييل غاراي من راسينغ سانتاندر أو خوسيه كاسيريس من ريكرياتيفو هويلفا) وساعد دفاع مدافع (دانييلي دي روسي من روما أو الدانماركي كريستيان بولسن من اشبيلية أو فيلوسو من سبورتنغ لشبونة) وصانع ألعاب (دييغو) وجناح أيمن (ريكاردو كواريسما من بورتو) وهداف (كلاس يان انتيلار من أجاكس أمستردام أو العاجي ديدييه دروغبا من تشيلسي أو لويس فابيانو من اشبيلية)، فيما ثمة شبه استحالة لضم لاعبين من طراز كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد وفرانشيسك فابريغاس من ارسنال وكاكا من ميلان.
أما اللائحة السوداء في النادي، فتضم الحارس البولوني يرزي دوديك وميشال سالغادو والالماني كريستوف ميتسلدر والايطالي فابيو كانافارو والمالي مامادو ديارا والبرازيلي جوليو بابتيستا والارجنتيني خافيير سافيولا وروبيرتو سولدادو، وربما آخرين.
غير أن خزينة النادي ليست في أفضل أحوالها، بعد إنفاق ما لا يقل عن 232 مليون أورو في موسمين، على لاعبين غالبيتهم غير مؤهلين لارتداء قميص ريال مدريد.
وأسهم ريال مدريد، بسياسته الخاطئة، في تضخم أسعار اللاعبين، بعد المبالغ الخيالية التي دفعها مقابل لاعبين لا يستحقونها: 36 مليون أورو مقابل الهولندي أريين روبن، 30 مليون أورو مقابل بيبي (وإن كان مدافعاً ممتازاً)، 27 مليون يورو مقابل ويسلس سنايدرنايدر، 20 مليون أورو مقابل فرناندو غاغو، 14 مليون أورو مقابل درنتي...
وفي مؤشر إلى الفشل الذريع في تشكيل الفريق، اكتشف النادي، بعد إصابة الهداف الهولندي رود فان نيستلروي، أن لا بديل له، على رغم أنه يكمل سنته الـ 32 في تموز المقبل!
ووسط الحديث عن احتمال إقالة شوستر في نهاية الموسم، أدلى مسؤولو النادي بتصريحات ملتبسة، لا تجزم ببقائه مستقبلاً. وبعدما كان قد قال قبل أشهر إن شوستر "سيبقى هنا عشر سنوات"، اكتفى كالديرون بالقول: "سيبقى شوستر إذا أراد هو ذلك، حتى وإن لم يحرز لقب الدوري". فيما كان مياتوفيتش ضبابياً أيضا بقوله "أريد أن يبقى شوستر".
غير أن البعض في مجلس الإدارة يتهمون شوستر باختلاق الأعذار والفشل في إدارة الفريق، كما أن ثمة قلقاً في النادي من انعزال المدرب عن محيطه والصعوبة التي يواجهها في تحمل الضغط، وانتقاداته الدائمة للحكام، ومعاركه شبه اليومية مع الصحافة، التي يعتبر أنها لا تحترمه كما يجب.
ويرى نائب مدير تحرير صحيفة "ماركا" سانتياغو سيغورولا "أن ما يميز النوادي الكبيرة عن تلك الأخرى، هو حجم الضغط الذي يتعرض له المدربون واللاعبون. (...) هذا الضغط تمكّن من شوستر في مناسبات كثيرة".

هلالي مشكوررررررررررررر ويسلموووووووووووووووووووو وووو واحلى

مشكوووور اخي على الموضوع