عاد النصر أمس ليعزف سيمفونية البطولات بعد عشر سنوات لم يسمعها أنصاره حينما حقق كأس الأمير فيصل بن فهد على حساب غريمه التقليدي الهلال الذي فاز عليه بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جمعهما في استاد الملك فهد.
وتقدم النصر في بداية الشوط الثاني عبر البرازيلي (التون) من ضربة جزاء قبل ان يعادل للهلال عبد العزيز الدوسري ليضيف ريان بلال هدف فريقه الثاني الذي توجه بالبطولة.
وتوج الأمير سلطان النصراويين بكأس البطولة والميداليات الذهبية فيما توج الهلاليين بالميداليات الفضيه.
وعاش أنصار النصر ليلة البارحة أحلى لياليهم منذ عشرة أعوام ، فكانت ليلة ليست ككل الليالي التي عرفوها خلال العقد الماضي، لتعلن ليلة الأمس بداية عهد جديد في تاريخ النصر.
الشوط الأول
بدأت المباراة مفتوحة وبدا واضحا طمع المدربين في هز الشباك مبكرا، ووصل الفريقان للمرميين مبكرا غير أن التهديد الفعلي كان هلاليا في الدقيقة 4من الخثران حينما سدد كرة من خارج الصندوق النصراوي اعتلت العارضة.
وعاد الأزرق للتهديد من جديد في الدقيقة 7بعد أن تبادل الخثران والتمياط كرة في منتصف الملعب النصراوي ومرر الأخير الكرة بدهاء للخراشي خلصها الدفاع لضربة ركنية قبل أن تنفذ ويسددها عبد العزيز الدوسري لتمر بجوار القائم.
وشعر النصراويون بشيء من الخطر فعادوا للهجوم سريعا وتهديد مرمى الدعيع وتهيأت فرصة للتسجيل لجوزيه التون الذي تهيأت له كرة مرتدة من الدفاع الهلالي سدد مباشرة في يد الحارس الهلالي.
واعتمد النصر على طريقة 2/4/4في حين اعتمد الهلال على طريقة 1/4/5،وبدا واضحا أن الغلبة في السيطرة الميدانية في الثلث الأول من الشوط كانت لمصلحة الهلال بفضل الانتشار السليم والحركة الدائبة للاعبي الوسط (الغنام والخثران والدوسري والتمياط والفريدي) وأضاع الأخير فرصة هدف محقق في الدقيقة 15حينما تلقى كرة طويلة اخطأ الدفاع النصراوي في تخليصها لتصل له في مواجهة الوباري غير انه لم يحسن التعامل معها ليخلصها الحارس النصراوي في الوقت المناسب.
ومع دخول الشوط ثلثه الثاني فرض الهلال سيطرته وفرض على النصراويين التراجع ونجح الهلاليون في عزل وسط الفريق عن هجومه، وبدا الدعيع مرتاحا من أي تهديد على مرماه إذ غاب ريان بلال ومحمد الشهراني تماما بعد أن انقطعت عنهما الإمدادات في الوقت الذي زاد الضغط على دفاع وحارس النصر ولم يخلق النصراويون أي فرصة طوال 15دقيقة إلا في الدقيقة 29حيث شهدت محاولة نصراوية خجولة حينما أرسل شراحيلي كرة من رمية تماس للشهراني داخل الصندوق الأزرق ولم يكد يهيئ نفسه لاستثمارها حتى خلصها الدعيع والدفاع.
واستمرت السيطرة الزرقاء في الثلث الأخير من هذا الشوط، رغم أن التهديد في بدايته كان للنصر حينما توغل ريان بلال في الدقيقة 32من الجهة اليمنى وواجهة الدعيع غير انه سدد الكرة ضعيفة في يده.
وزادت الرغبة الهلالية في هز الشباك الصفراء مع مرور الوقت إذ بدا واضحاً رغبة اللاعبين في إنهاء الشوط لهدف يريحهم ونوعوا هجماتهم من جميع الجوانب سواء من الطرفين أو العمق في حين بدا النصر كمن شل نصفه حيث ظل يعتمد على الجهة اليمنى التي يتواجد فيها شراحيلي والقرني بينما غابت الجهة اليسرى تماما، فضلا عن غياب التمويل الهجومي حيث اختفى التون نسبيا فيما غاب الموسى تماما.
وتوغل نواف التمياط في الدقيقة 41في الصندوق النصراوي وسقط على اثر مضايقة قانونية من برناوي الذي خلص الكرة ليسقط التمياط ليهتز مع سقوطه المدرج الأزرق طلبا لضربة جزاء غير أن السويسري ماسيمو بوساكا كان قريبا من الحدث.
وكاد عبد العزيز الدوسري أن يغلق الشوط بهدف لفريقه حينما سدد برأسه كرة تسلمها عرضية من الجهة اليمنى نجح في التصدي لها ببراعة كميل الوباري منقذا فريقه من هدف قاتل، ورد الشهراني بهجمة مرتدة غير أن إعاقة تفاريس حرمته من بناء هجمة كانت ستكون خطرة لتكون آخر حدث في الشوط.
الشوط الثاني
لم يكد الهلاليون يلتقطون أنفاسهم استعداداً لبدء النصف الثاني من المباراة حتى باغتهم في الدقيقة الأولى ريان بلال بالانطلاق خلف كرة طويلة كسر بها مصيدة التسلل ليواجه الدعيع ويتعرض لإعاقة لم يتوان بوساكا في احتسابها ضربة جزاء تصدى لها البرازيلي جوزيه التون ليهز بها الشباك الزرقاء كهدف لفريقه لتهتز معه المدرجات الصفراء. وكان مدرب النصر دانيال آساد قد رمى بأول أوراقه حينما زج بخير الدوسري مع بداية الشوط بدلا عن الموسى بغية تصحيح الأمور في خط الوسط وهو ما نجح فيه.
ولعب الهدف النصراوي المبكر في انقلاب المباراة رأسا على عقب من الإثارة ،حيث رمى الهلاليون بكل ثقلهم رغبة في اللحاق بالنتيجة ، وأضاع الغنام فرصة التعديل بعد ست دقائق حينما تهيأت له كرة من ضربة ركنية سددها برأسه فوق العارضة. وضرب الهلاليون طوقا في منتصف الملعب النصراوي بغية التعجيل بالتعادل ولم يطل مبتغاهم حيث زف النجم القادم عبد العزيز الدوسري الفرح للمدرج الأزرق بعد عشر دقائق حينما استحوذ على الكرة في منتصف الملعب النصراوي وسددها صاروخية اخترقت الدفاعات الصفراء لتأخذ طريقها على يسار الوباري كهدف هلالي.
وتواصل ضغط لاعبي الهلال بغية استثمار الارتباك النصراوي ورفض الخراشي استثمار خطأ من الحارس النصراوي الذي هيأ له كرة لعبها (لوب) فوق العارضة مضيعا على فريقه فرصة سانحة.
ورمى مدرب الهلال مع نهاية الثلث الأول من الشوط بأول أوراقه بإخراج الخراشي والزج بسلطان السعود.
ولم تطل فرحة الهلاليين بالتعادل حيث عاد النصر لترتيب أوراقه سريعا من دخول الشوط ثلثه الثاني وعاد ليهدد مرمى الدعيع ، وما هي الا عشر دقائق بالتمام والكمال حتى نجح ريان بلال في الدقيقة 67تحديدا من اختراق الدفاع الهلالي من الجهة اليسرى وأرسل كرته زاحفة في أقصى الجهة اليمنى للدعيع لتولج الشباك معلنا الهدف الثاني للنصر.
وعاد الدوسري من جديد في الدقيقة 69ليهدد مرمى الوباري وكانت هذه المرة من ضربة حرة مباشرة أنقذها الحارس النصراوي ببراعة، وكاد النصر ان يئد المحاولات الهلالية من خلال هجمة مرتدة جماعية فشل التون في اللمسة الأخيرة مضيعا على فريقه فرصة تعزيز تقدم فريقه.
ورمى في الدقيقة 70كوزمين بورقته الثانية حينما زج بالكلثم كبديل عن التمياط وكاد البديل أن يأتي بالفرح حينما انطلق في الدقيقة 73بكرة واجه بها الوباري غير انه سددها على يمين القائم.
وارتكب الوباري في الدقيقة 76خطأ كاد أن يكلف فريقه كثيرا حينما فشل في التصدي لكرة سهلة لتتهيأ للخثران الذي سددها في المرمى الخالي غير أن براعة البحري أنقذت فريقه حينما حول الكرة برأسه لضربة ركنية، وعاد الدفاع النصراوي لينقذ كرة خطرة جديدة من أمام سلطان السعود.
ورمى كوزمين على طريقة أكون أو لا أكون بآخر أوراقه حينما اخرج المدافع الذياب وزج بسلمان المؤشر في الهجوم، في الوقت الذي تراجع النصراويون في الدقائق العشر الاخيرة لملعبهم بغية استنزاف الوقت، وعاد الوباري ليخطئ من جديد في الدقيقة 86في الخروج لتتهيأ الكرة للفريدي الذي سددها لتمر بجوار القائم مضيعا على فريقه فرصة ذهبية للتعادل.
واخرج آساد ريان بلال وزج ببدر النخلي من اجل تعزيز المناطق الخلفية، في حين رمى الهلاليون بأنفسهم في الملعب النصراوي وتحصلوا على ضربة حرة مباشرة في مكان جيد في الدقيقة 89لم يحسنوا استثمارها لتكون آخر فرص الإنقاذ الهلالية ليطلق الحكم السويسري أغلى صافرة يسمعها النصراويون منذ عشر سنوات.
لقطات من المباراة
@ مثل النصر: كميل الوباري، إبراهيم شراحيلي، احمد البحري، عبده برناوي (هزازي)، مشعل المطيري، فهد الزهراني، عبدالله الموسى (خير الدوسري)، محسن القرني، جوزيه التون، ريان بلال، محمد الشهراني
@ مثل الهلال: بدر الدعيع، تفاريس، عبد العزيز المفرج، حسن خيرات، سعد الذياب (سلمان المؤشر)، الخثران ،عبد اللطيف الغنام،عبد العزيز الدوسري، نواف التمياط(عبد العزيز الكلثم)،احمد الفريدي، بدر الخراشي (سلطان السعود).
@ البطاقات الصفراء: مشعل المطيري، احمد البحري، كميل الوباري،عبده برناوي، ابراهيم شراحيلي (النصر)، تفاريس (الهلال).
@ كرمت شركة الاتصالات الثلاثي ريان بلال واحمد الفريدي وعبد المطلب الخيبري بكأس و 20ألف ريال لاختيارهم كأفضل لاعبين واعدين.
@ حضور جماهيري غفير غصت به مدرجات استاد الملك فهد، وكان الجمهور متفاعلا مع كل هجمة ما أضفى روعة على المباراة.
@ سقط بعض مشجعي النصر من المدرجات بعد الهدفين ما استدعى تدخل رجال الإسعاف لإنقاذ الموقف.